مأساة متكررة.. وفاة 4 مهاجرين ترفع حصيلة ضحايا المانش إلى 27 منذ بداية العام
مأساة متكررة.. وفاة 4 مهاجرين ترفع حصيلة ضحايا المانش إلى 27 منذ بداية العام
شهد شمال فرنسا نهاية الأسبوع مأساة جديدة على طريق الهجرة، إذ توفيت امرأتان صوماليتان خلال يومي 27 و28 سبتمبر، وعُثر على جثة شاب صباح الأحد 28 سبتمبر، إضافة إلى انتشال جثة رابعة من قناة تصب في بحر المانش قرب غرافلين، وذلك أثناء محاولات عبور غير نظامية إلى المملكة المتحدة.
وأكدت السلطات الفرنسية في بيان رسمي، الاثنين، أن هذه الحوادث ترفع عدد الضحايا منذ بداية عام 2025 إلى 27 شخصًا من المهاجرين غير الشرعيين.
وأعلن مكتب المدعي العام في بولوني-سور-مير فتح تحقيق بوفاة "امرأتين صوماليتين بالغتين".
وذكرت محافظة با-دو-كاليه في بيان أنّ قاربًا مكتظًا انطلق فجر السبت من ساحل نوفشاتيل-هارديلو، لكنه عاد أدراجه بعد أن انجرف ولم يتمكن من الانطلاق نحو المياه البريطانية.
وأوضحت نائبة محافظ مونتروي-سور-مير، إيزابيل فرادين-ثيرود، لوكالة الأنباء الفرنسية، أنّ فرق الحماية المدنية نقلت نحو 60 شخصًا إلى برّ الأمان، بينما تفرّق آخرون قبل وصول فرق الإنقاذ.
حالات إنقاذ متواصلة
نقلت السلطات زوجين وطفلهما بسرعة إلى مستشفى بولوني-سور-مير، حيث عانوا جميعًا من انخفاض شديد في درجة حرارة أجسادهم.
وأشارت المحافظة إلى أنّه تم إنقاذ ما لا يقل عن 223 مهاجرًا منذ صباح السبت في منطقة با-دو-كاليه وحدها، ما يعكس حجم المخاطر التي يواجهها المهاجرون خلال هذه الرحلات البحرية القصيرة لكنها شديدة الخطورة.
وأكد مكتب المدعي العام في دونكيرك أنّ جثة شاب، يُعتقد أنه بين 25 و35 عامًا، عُثر عليها في قناة غرافلين بعد أن بقيت في المياه أكثر من 24 ساعة.
وأوضحت المدعية العامة في بولوني-سور-مير، سيسيل غريسييه، أنّ التحقيق سيكشف ما إذا كانت لهذه الوفاة صلة بمحاولة عبور أخرى قرب إكويهن بلاج، حيث تم إنقاذ نحو خمسين مهاجرًا. كما نُقلت امرأة عمرها 49 عامًا إلى المستشفى بسبب انخفاض حرارة الجسم.
أصوات المجتمع المدني
اتهمت جمعية "يوتوبيا 56"، المعنية بالدفاع عن حقوق المهاجرين، السياسات الأوروبية بالمسؤولية عن هذه الوفيات.
وكتبت على منصة "إكس": "هذه رابع وفاة يُعلن عنها في عطلة نهاية الأسبوع، ومحاولات عبور المانش مستمرة، هؤلاء جميعهم ضحايا السياسات المميتة على الحدود".
ويرى ناشطون أنّ تشديد الرقابة على الضفة الفرنسية من دون توفير ممرات آمنة يدفع المهاجرين إلى ركوب قوارب بدائية ومكتظة، ما يجعل الموت احتمالًا يوميًا.
تكرار المآسي
سجّلت المنطقة حوادث مشابهة مطلع سبتمبر، حين لقي رجلان فيتناميان ومراهق مصري مصرعهم خلال محاولة عبور من سانغات قرب كاليه.
وأعلن المحافظ لوران توفي وقتها عن احتمال فقدان ثلاثة آخرين في البحر.
ووفق الجمعيات الإنسانية، فإن أكثر من 500 مهاجر لقوا حتفهم في المانش منذ عام 1999، ما يجعل هذا المسار البحري أحد أخطر طرق الهجرة في أوروبا.
واجهت الحكومتان الفرنسية والبريطانية ضغوطًا متزايدة لإيجاد حلول، ما دفعهما إلى توقيع اتفاق جديد في أغسطس الماضي يقضي بإعادة المهاجرين الذين يصلون إلى بريطانيا بشكل غير قانوني إلى فرنسا، مقابل النظر في تسوية أوضاع بعض الحالات بشكل فردي.
ورغم الدعم المالي الكبير الذي تقدمه لندن لباريس لتعزيز الرقابة، فإن المحاولات مستمرة، إذ تمكن أكثر من 32 ألف مهاجر من الوصول إلى السواحل البريطانية منذ بداية العام، وهو رقم قياسي غير مسبوق.